لا يزال تفشي فيروس كورونا حول العالم يستحوذ على مساحة واسعة من تغطية اعلامية بكل الأدوات المتاحة وتناول الكل العديد من الموضوعات أبرزها أهمية التضامن ونشر الوعي للتصدي فيروس كورونا وحاول البعض منهم الخوض في قضايا مستقبلية بالتساؤل عن مستقبل العالم بعد القضاء على وباء فيروس كورونا ؟
التعاون والتضامن والعمل الجماعي
الكل يدعو إلى تضامن الدول والشعوب فيما بينها للتصدي لوباء فيروس كورونا دون النظر إلى أي اعتبارات أخرى، في الخلافات السياسية تحدث بين الدول، ولكن من غير الطبيعي أن تنعكس على المواقف الإنسانية في الشدائد والمحن
ان كثير من دول العالم في هذه الأيام الحرجة وضعت خلافاتها السياسية المزمنة جانباً، و انهمكت في التعاون والتضامن والتنسيق لايجاد حلول دون انتشار وباء فيروس كورونا ، فعندما يهلك الناس، وتضغط الظروف الصحية الحرجة على إمكانات الحكومات، في التضامن حق وواجب على كل فرد فى العالم
ويجب ان يكون التعاون والتضامن جماعيا ومن منطلق إنساني فقط؛ لأن هذا الخطر لا يهدد إنسانا دون آخر ولا أمة دون أخرى و بعيدا عن أي حسابات أخرى .
وانه لا يمكن حصر مسؤولية التصدي لفيروس كورونا والعمل على احتوائه في الجهود التي تقوم بها الأجهزة المختلفة التابعة للدولة أو تلك الجهود التي تقوم بها مؤسسات المجتمع المدني، وإنما هي مسؤولية تقع على عاتق كل فرد من أفراد المجتمع من أجل المساهمة في هذه الجهود وتحويلها إلى جهود جماعية لتحييد هذا الخطر وطبعا هزيمته
أمام العالم فرصة كبرى للتفكير في إعادة ترتيب الأولويات من جديد، ففي ظل النظام العولمي المفتوح أصبحت التحديات مشتركة فيما بينهم ، ولا يمكن التصدى لها بشكل فردي ، كما لا يمكنا العودة إلى الأنظمة القديمة التي أصبحت جزءاً من الماضي ليس البعيد ، وليس هناك حل سوى إعادة هندسة وبناء مفاهيم جديدة للعيش المشترك، والمسؤوليات المجتمعية المشتركة
وبالطبع الحال لن يكون ما بعد كورونا كما قبل كورونا
فان أزمة فيروس كورونا سيكون لها تداعيات سياسية كثيرة حيث يُشكِل فرض حجر المواطنين والمقيمين فى المنازل وكذلك حالة الطوارئ فى البلاد والأحكام العرفية المفروضة فى بعض البلدان فرصة غير مسبوقة للاستئثار بالسلطات السياسية وأنه ستفتح مرحلة ما بعد الأزمة فرصة محاسبة سياسية كبيرة حول طريقة إدارة السلطة للأزمة وكشف امور عدة لطريقة ادارة الازمات فى بعض الدول
تأكيد لن يكون ما بعد كورونا كما قبله فى العالم، وخاصة فى البلدان العربية والبلدان النامية وبالأخص فى تلك التى تعيش حربا وفقرا الناجون من وباء فيروس كورونا سيحاسبون بقسوة تصرفات الجميع عما فعلوه لإنقاذ النفوس والفرد والمجتمع والاقتصاد وكيف استغلوا، أو أضاعوا، الفرصة لوقف العبث بمصير البشر .
وان شكل مؤسسات الدول داخليا سيختلف، فهناك دول كثيرة كشفت وباء كورونا قدراتها وتحتاج إلى إعادة هيكلة مؤسساتها
والسؤال هنا كيف يستقيم أن يكون (الانكماش والانغلاق) هو الحل في مواجهة وباء كورونا عابر لتلك الحدود العالمية ؟
أسئلة كثيرة يطرحها العالم الجديد ستكون لها تبعات على جميع الدول العربية والفقيرة والتي بها حروب وغيرها من دول العالم دون استثناء . العالم ما بعد فيروس كورونا سيكون بلا شك غير العالم قبل فيروس كورونا
هل وباء فيروس كورونا غضب إلهي ام ماذا ؟
حقيقة ان الغضب الإلهي ثابتة بالقرآن الكريم وكذلك الحديث النبوي الشريف، والقصص والعبر كثيرة إلا أن هناك أمور بحاجة إلى التنبيه عليها بشدة أولها "أن اعتبار كل مصيبة أو كارثة أو إخفاق في الحياة يعد غضب من الله هذا سيقود إلى إلغاء بقية الأسباب الفاعلة في حدوث الظاهرة الكونية وهذا بدوره يخلق عقلية سلبية غير قادرة على البحث عن أسباب الخلل وابتكار علاج لها أو التصدى عنها . فما دام أن المصيبة أو الإخفاق حدثا بسبب غضب الله فلماذا نبحث عن علاج لها ، وهذا أمر فيه خلل ولكن دعنا تفتح حور لهذة النقطة وبالطبع ومن المؤكد أن لانتشاره أسبابا لا تتعارض مع المشيئة الإلهية .
هل وباء فيروس كورونا سيكون له تأثير على "ثقافة الفرد داخل المجتمع" هل ستغير العادات والتقاليد التى تم ميراثها من الآباء والأجداد ؟