رسالة من متسول على قارعة الطريق أصبح ً مليونيرا !
وبينمـــا صحفــي أمريكــي يقــود ســيارته فــي ضواحــي مدينــة كولومبــوس الامريكيــة، ظهــــر أمامــه متشــرد آخــر ممــن يســميهم المجتمــع الامريكــي Homeless يســتوقفه بالفتــة مهتــــرئة وابتســــامة صفــراء واســعة بــدت متناقضــة مــع هيئتــه الرثــة.
اقتـرب الصحفـي
مـن الرجـل واحس أن هـذا الرجـل العجيـب وراءه قصة، وبدأ يقتـــرب منه بالسـيارة، ليجـد
أن اللافتة التـي يمسـكها الرجـل علـى قارعـة الطريـق مكتـوب بهـا »أنـا أمتلـك
موهبـــة ربـانيـــة فـي صوتـي.. أنـا مذيـــع راديـــو سـابق، وقعت في الكثير من
المتاعب.. أرجـــوك! أي مســـاعدة من طـــرفك سوف أقدرهـــا ً.. فليحفظـــك الرب« شكـــرا جزيلا ً
فمــــا كان مــن قائــد الســيارة المصــــور، الا
أن ســأله عــن موهبتــــه، وهــو يحضـــر لـه بعـــض العملـة ليعطيهـا لـه..
ليتفاجـأ بالمتســـول يتكلـم بصـــوت مذهــل لــم يكــن يتوقعــه علــى الإطلاق! صـوت إذاعــي
بامتيـــاز، مـن الصعـب تصـور أنـه يخـرج مـن فـم رجـــل عـادي؛ كأنـه يتكلـم فعلا
مـن خـلال راديـو، ومـع فـارق أنـه لا
يوجد أي تعديـات صوتيـة أو مؤثـرات فنيـة، صـوت خلـق الإذاعـة
وعندمــا قــام
الصحفــي برفــع هــذا الفيديــو عبــر اليوتيــوب، تجــــاوز عــدد ً المشــاهدات
الــ 28 مليــون حــول العالــم فــي فتــرة وجيــزة، ونــال شــهرة الافـاق فـي الولايات
المتحـدة خـال أيـام، جعلـت الجميـع يطلـق عليـه الصــوت الذهبــي Voice Golden كان هـذا هـو تيـد ويليـــامز أحـد أشهـــر المذيعيـن الامريكييـن، وأبـــرزهم
فـي أداء الإعلانات الصوتيـة الاكبر المنتجـــات العالميـة.
خـدم فـي الجيـش وهـو صغيـــر، وكانـت حياتـه واعـدة، إلـى أن سقـــط فـي ً فـي مسـتنقع الكحـول منتصـف الثمانينيـات وهـو فـي سـن الثلاثينيات تقريبـا والمخــدرات، واقتحــم عالــم الجريمــة، فتــم اعتقالــه أكثــر مــن 7 مــرات، للعديـد مـن التهـم، مـن بينهـا مخـدرات وسـرقة وتعـدي علـى ممتلكـــات
فلبث فـي السـجن عاميـــن تقريبـا خـرج مـن السجـــن أسـوأ ممـا كان، فاعتقل مرة أخرى في أوائل التسعينـــات متهمــا بالسـرقة؛ ثـم تـم اعتقالـه مـرة أخـرى في العـام 2004 بتهمـة التزوير والسـرقة ! ومــن العــام 2004 حتــى العــام 2011 قضــى تيــد ويليامــز حياتــه ً فــي الطرقــات الاســتعطاف المــارة، بعــد أن دمــرت حياتــه ً متســكعا متسولا للفشـل والضيـاع يسـير علـى قدميـن.
تمامـا بالمعنـى الحرفـي، صـار نموذجـا ولكـن.. هنـاك فـي جـزء باهـت كامـن فـي
أعمـاق عقلـه، كان يعـرف أن لديـه موهبـة، وتنتظـــر اللحظـة المناسـبة لانطلاق.
وكما هــو مــا حــدث بالفعــل؛ أصبــح الرجــل حديــث أمريــكا كلهــا، بيــن ليلــة وضحـــاها، فبعـد رفـع هـذا الفيـــديو القصيـــر على يوتيـــوب، انهالت وسـائل الأعلام الامريكيـة الضخمـة علـى تقديـم عـــروض عمـل مميـــزة لــ تيـــد ويليـــامز الـذي تحــول مـن متشـرد مسكيـــن، إلـى رجـل يـدرس عـــروضا خياليـــة للعمـل فـي الاذاعـة الامـــريكية!
قـام ويليـــامز بعمـل دعايـات الإعلانية لشـركات
كبـرى، مثل دعايته الشـهيرة لجبنـة كرافـت العالميـة،
وغيرهـا مـن الشــركات، وتـم اسـتضافته ليحكـي حصـــل قصتـه فـي العديـد مـن
البرامـج الحواريـة الامريكيـة؛ ثـم أصـدر كتابا ً فـي الولايات المتحـدة
والعالـم، تحـت عنـوان علـى نسـبة توزيـع عاليـة جـدا »الصـوت الذهبـي« حيـاة كاملـة مـن المعانـاة
والبـؤس والسـجن والتشـرد علـى مـدار 53 عامـا تقريبـا، انتهـت بأبـواب المجـد والاعمـال
والشـهرة والانتصـــارات، مـن الفتـة صغيـرة مكتوبـة بخـط اليـد رفعهـــا علـى
قارعـة الطـــريق فـي ليلـة شـتوية بـاردة أمـام المـارة!
حتما بداخلك
موهبة ما، بما ال يقبل النقاش.. صوتك، شكلك، طريقة تعاملك، عقلك، أفكارك، جسمك، أو حتى ابتسامتك.. فقط
حددهــا، ووظفهــا، وسوقها واحصل على الماليين من ورائها
رسالة من متسول على قارعة الطريق أصبح ً مليونيرا
!
فليرفـع كلا منا لافتـه يعـرب فيهـا عـن موهبتـه التـي طالمـا آمـن بهـا