recent
أخبار ساخنة

محمود العربى | من بيعِ الَأقَلامِ إلى قَلعةٍ صناعيةٍ


محمود العربى

من بيعِ الَأقَلامِ إلى قَلعةٍ صناعيةٍ كُبرى

(محمود العربى)

ليس شرطاً أن تبدأَ عملك الريادي بمؤسسة ضخمة ومكاتب ودعايات ومستشارين ومحاسبين محل صغير يفي بالغرض، إلى أن تصل لهذه الصورة من الفخامة


فِي قرية فقيرة تابعة لمحافظة المنوفيَّة المصرية، ولد محمود فِي بداية الثّلاثينيات ليتوفى والده فِي سن صغير، وينتقل إلى القاهرة ليعَمل بائعاً فِي محل صَغِيْر لبيع الأقام والأدوات المكتبية، وهو لم يتجاوز العاشرة مِن عمره.

 عَمل محمود فِي هذا المحل عدة سنوات، ثمَّ انتقل إلى محل آخر للبيع بالجملة، وبَدَأَ يكوّن خبرات جيدة فِي التّجارة، واستمر فِي عَمله هذا 15عاماً حتى ازداد راتبه، واستطاع أن يوفر مبلغاً جيداً مكَّنه مِن الزواج.


فِي بداية السّتينات، بَدَأَ محمود السّعي للاستقلال بنفسه تجارياً، ولم يكن لديه ما يَبْدَأ به بداية قوية، فحاول هو وزميل له فِي العَمَل أن يُشاركا شخصاً ثالثاً لديه رأس مال، وهما معه بالمجهود فتمَّ افتتاح أوّل محل تجاري لهما بالقاهرة مِن سوء الحظ أو مِن حسنه أنه بَعْدَ افتتاح المحل بيومين اثنين فقط، مرض صديقه المسؤول معه عَن إِدَارَة العَمَل مرضاً شديداً،
 
اضطر بعدها أن يقوم محمود بإِدَارَة المحل كاماً بمفرده صباح مساء، فنمت تجارته بشكل سريع جداً، وحقَّق محله أرباحاً تفوق أرباح  10  محلات محيطة مجتمعة، بِسَبَب أمانته المُطلقة فِي التّعامل مَع الناس، وعروض التّخفيض المتميزة.

استمرت الشراكة عامان، ثمَّ قام محمود بشِرَاء محل آخر، وبدأت تتوسع تجارته بشِرَاء محل ثالثّ ورابع، حتى حوّلها إلى شَرِكَة مساهمة مَع توجهات الحكومة المصرية الاشتراكية وقتئذ فِي السّتينات، 

بَدَأَ بيع المستلزمات المدرسية للطلاب مجاناً، مما أدّى لتعرض تجارة محمود القائمة على بيع الكتب والمستلزمات إلى خطر هائل

توشيبا


 قَرَّرَ بعده أن يتجه اتجاهاً آخر، وهو تجارة الأجهزة الكهربية مثل التّلفزيون والراديو والكاسيت، مَع التّوجهات الانفتاحية فِي السّبعينات فنمت تجارته بسرعة كَبِيْرَة فِي تلك الفترة، حتى جاءته فرصة مِن ذهب أحد الطلاب اليابانيين، يدرس فِي الجامعة الأمريكية بالقاهرة، كَانَ يتردد على محلات محمود لشِرَاء الأجهزة الكهربائية لاحظ هذا الطالب كفاءة محات محمود ومستوى البيع العالي المميز، فكتب تقريراً للشَرِكَة التي يعَمل بها فِي اليابان شَرِكَة توشيبا اليابانية العملاقة.

كان محمود يسعى وقتها لاقتناء حق التّوكيل لإحدى الشَرِكَات اليابانية، لبيع منتجاتها فِي مصر، وكان هذا الطالب الياباني هدية السّماء له، بَعْدَ أن كتب تقريراً ممتازاً لشركته، يؤكد أن محات السّيد محمود جيدة جداً للتعاقد معه، مِن بين العديد مِن المراكز والمؤسسات فِي مصر فوافقت الشَرِكَة على منحه التّوكيل وظهر لأول مَرَّة اسم توكيل العربي لصاحبه محمود العربي وَاحِد مِن ألمَع أسماء رِجَال الأَعْمَال فِي مصر على الإطلاق.

توكيل العربى



ولم يكتف محمود بذلك، بل زار اليابان وطلب مِن المسؤولين إنشاء مَصْنَع تابع لتوشيبا فِي مصر، وهو ما تَمَّ فعاً، حتى بَدَأَ المَصْنَع فِي مصر ينتج أجهزة وأدوات كهربائية عالية الجودة بخبرة يابانية مَع خبرته المميزة فِي قطاع الصناعة المصرية، انتخب رئيساً لاتحاد الغرف الصناعية فِي مُنْتَصَف التّسعينيات، وأَصْبَحَ مِن أبرز رِجَال الأَعْمَال فِي مصر، ومضرباً للأمثال عَن رجل الأَعْمَال العصامي الذِي بَدَأَ مِن الصفر.

اليوم يعَمل فِي توشيبا العربي بمصر أَكْثَر مِن  20  أَلْف عامل، وتعتبر قلعة صناعية كبرى، وواحدة مِن أهم التّوكيلات والمصانع فِي البلاد، برأس مال كبير، وأرباح سنوية ضخمة، وتساهم فِي تطوّر ونمو مستوى خدمات الأجهزة.

 

 

 

 


google-playkhamsatmostaqltradent