استبدال عمالة الأطفال بصناعة الابطال | علوم الرياضة
لذا
فإننا عندما نتكلم عن عمالة الطفل وصناعه البطل ، يجب علينا أن نعرف كلا من مفهومي الطفولة و
العمالة ؛ حتى نكون على دراية بهذا الموضوع .
تعريف الطفولة
إذا
توجهت بالسؤال التالي : ما هي الطفولة ؟
من
المؤكد بأن الإجابات ستختلف من شخص لآخر ، كما تختلف من علم لآخر ، لأن كل شخص
ينظر إلى الطفل بمنظوره هو ، و بمدى تأثره بالأطفال .
لكن
التعريف الأصح هو الذي خلص إليه علماء النفس و التربية ، و هم المعنيون بدراسة
التركيبة الإنسانية خلال مراحل الحياة ، و هو أن :
الطفولة
هي المرحلة العمرية التي تمتد من سن الولادة إلى سن الثانية عشر تقريباً
و هذه
المرحلة العمرية بدورها تنقسم إلى ثلاث مراحل فرعية تتميز كل منها بعدة خصائص و
مميزات ، و هذه المراحل الفرعية هي :
الطفولة المبكرة (3-5) سنوات . الطفولة المتوسطة (6-8) سنوات .الطفولة المتأخرة (9-11) سنوات
إن
تقسيم العلماء لدورة حياة الإنسان إلى مراحل متعددة لا يأتي من فراغ ، و إنما جاء
هذا التقسيم على أساس اختلاف خصائص كل مرحلة من مراحل عمر الإنسان عن المراحل
الأخرى ، و حتى ندرك مدى أهمية هذه المرحلة العمرية التي يمر بها الإنسان ، يجب أن
نتعرف أولا على خصائص هذه المرحلة . و خصائص هذه المرحلة متنوعة و متعددة إلا أننا
سنكتفي بذكر ثلاث منها على علاقة بموضوع الندوة :
الطفولة مرحلة محدودة
بمعنى
أن تعويض هذه المرحلة لا يمكن أن يتم في مراحل عمرية لاحقة ، و في هذا الموضوع
يقول علماء التربية بأن الاعتقاد بأن بناء الإنسان يمكن أن يتم في المراحل العمرية
التي تلي مرحلة الطفولة اعتقاد خاطئ ، فهذه المراحل لا تتعدى أن تكون نسخة طبق
الأصل من مرحلة الطفولة .
تعريف العمالة
منظومة
قوى الانتاج في أي مجال من مجالات العمل المجازة و المعتمدة من قبل الهيئات
المختصة ( وزارات القوى العماله ) و هي لا تجيز أي
إنسان إلا بعد أن يصل إلى السن القانونية للعمل ) و هذا يعني بأن الإنسان المؤهل
للعمل ، و الذي تسمح له الهيئات المختصة بالعمل يجب أن يتجاوز سنا قانونية معينة ،
و إلا فإن دخول هذا الإنسان لميدان العمل يعتبر عملا مخالفا للقانون .
ما هى دواعي تشغيل الأطفال والمصالح والمفاسد المترتبة عليه
المطلب
الأول: دواعي التشغيل : إن إمعان النظر في دواعي عمل الطفل يقودنا إلى
أخذ جولة عابرة حول بيئات
متعددة من دول العالم التي تنتشر
فيها تلك الظاهرة وتشكل حـدثا ً ملحوظـا ً وهاجـسا ً مقلقـا ً للمهتمين بهذا الشأن،
ونجد أن لكل بيئة محلية دواعيها الخاصة بها والتي تختلف عـن البيئات الأخرى ولكن
في المجمل هناك قواسم مشتركة يستطيع المتأمـل إدراكهـا والوقـوف عليها لتشكل
بمجملها عوامل ودواعي كانت وراء بروز هذه الظاهرة في تلـك المجتمعـات، وأهم ماله
صلة بموضوع البحث يمكن إيجازه في العوامل التالية :
العامل الاقتصادي :
يعد
العامل الاقتصادي من أهم العوامل التي تقف وراء تشغيل الأطفال ولهذا العامل في
الحقيقة أكثر من سبب ولكن أهمها : الحروب – والكوارث الطبيعيـة –
وتـشرد الوالـدين – والهجرة غير الشرعية وغيرها ، وكلها تتسبب في قلة ذات اليد والذي
يعتبر العامل الرئيسي لعمالة الأطفال، والدافع لاستغلالهم بل ويستلزم ، وتترتب
عليه نتائج متعددة تساهم في انتشار الظاهرة خاصة في الدول النامية حيث أن العائلات
بحاجة ماسة إلى الدخل والـدعم الـذي يوفره عمل الأطفال ، ففي بعض الأحيان يكون أجر
الطفـل بمثابـة المـصدر الوحيـد، أو الأساسي للدخل الذي يكفل إعالة الوالدين أو
أحداهما
العامل الثقافي
إن
ثقافة المجتمعات الخاصة بها تؤثر سلبا ً أو إيجابا ً في عمالة الأطفال فما يعد
ممنوعا ً في مجتمع ما قد تراه مجتمعات أخرى أمرا ً مسموحا ً به بل قد تراه تلـك
المجتمعـات شـيئا ً ضروريا ً من أساسيات العيش والحياة ولذا فقد يكون إنجاب عشرة
أطفال مرغوبـا ً بالنـسبة للفلاح الذي ينظر إليهم باعتبارهم مصدرا ً اقتصاديا ً
فلا يشكلون عليه أدنى عـبء حيـث ينخرطون في العمل من نعومة أظفارهم ، وبتتبع بعض
الإحصاءات الرسمية يلاحظ أن نسبة عمل الأطفـال فـي المجتمعـات الريفية أكثر من
نسبتهم في المجتمعات الحضرية حيث أن حوالي ٥٢ مليون طفـل عامـل، حسبما قدر الجهاز
المركزي للتعبئة العامة والإحصاء العدد الإجمالي للأطفال العاملين في فئة العمر
٦-١٢ سنة تبلغ نسبة الأطفال العاملين ٧١،١% منهم في مناطق ريفية و٣٨،٩% فـي مناطق
حضرية وهذا يدل على أن ثقافة المجتمع لها دور كبير في انخراط الأطفـال فـي سوق
العمل .
العامل البيئي في البلدان النامية :
قد
يكون هناك ارتباط بين عمل الأطفال وبين بيئـة العمـل خاصـة فـي القطـاعين الزراعي
والصناعي، وكذا انخفاض أجور الأطفال وكفاءاتهم في أداء بعض الأعمـال، مثـل
المشغولات الصناعية الدقيقة والأعمال المساعدة في الورش الصناعية، وأدى ذلك إلى
تكالب أصحاب الأعمال على تشغيل الأطفال لكونهم أقل أجرا ً، وأكثر انقيـادا ً
وطاعـة وخـضوعا ً لأصحاب العمل
المفاسد المترتبة على عمل الطفل
إن
المشاهد اليوم هو اتجاه عمل الطفل إلى المسار الخاطئ حتى أصبح الأغلب ارتباط تشغيل
الأطفال بالمخالفات الشرعية والقانونية مما يتسبب في جملة من المفاسد ، والتي حفزت
الكثير من المهتمين بهذا الشأن لإطلاق النداءات المؤيدة لمنع تشغيل الأطفال
بالكلية ، وذلك لمفاسـد كثيرة طغت على الموقف العام المشاهد على المستوى المحلي
والدولي، ولعل من أهـم تلـك المشكلات تلك الآثار المترتبة على عمالة الأطفال في سن
مبكرة والتي يمكن تلخيـصها فيمـا يلي :
أولا
ً: المفاسد البدنية للطفل :
إن
تعرض الأطفال للمخاطر أثناء وجودهم بالعمل يعوق نموهم، وذلك لأن الأطفـال أكثر
تأثرا بهذه المخاطر في طور النمو وأكثر عرضة لها مما يؤثر على اخـتلال الوظـائف
الحيوية ومعدل النمو وتوازن الأجهزة المختلفة في الجسم، ولأنهم أقل تحملا لمصاعب
العمـل والضغوط النفيسة التي تصاحب العمل مع عدم تقديم رعاية صحية لهم عند
إلحـاقهم بالعمـل لدى أرباب تلك الأعمال، ويجب على الحكومات أن ترعي هؤلاء الأطفال
لأنهم سيـصبحون القوى العاملة المستقبلية، والملاحظ أن معظم الأحداث العاملين
يعانون من سوء التغذيـة ممـا يؤدي إلى ضعف مقاومة الجسم للأمراض المختلفة
ثانيا:
المفاسد النفسية :
تشغيل
الأطفال السائد في العالم حاليا ً ينطوي على انتهاك لحقوق الطفل بـل وحقـوق
الإنسان بشكل عام ، فالطفل من الفئات الأضعف التي يسهل استغلالها ، مما يسبب له
"العديـد من الأمراض النفسية والصحية ، وذلك بسبب حرمانه من حقه في التعليم ،
وحرمانـه مـن العيش بطفولة آمنة ، وحرمانه من النمو الصحي السليم من الناحية
الجسدية والنفسية .
ثالثا:
المفاسد التربوية :
التسرب
المدرسي هو عامل من العوامل الأساسية لعمل الأطفال ويرجـع سـببه إلـى تعرض الأطفال
للمعاملة السيئة أو للعقاب البدني من المدرسين ،أو لضعف المناهج الدراسـية التي لا
تسعى لتنمية فكر الطفل وإبداعاته، ومواهبة وكذا لعدم توفير فرص عمل للخـريجين، وتـدني
العائد الاقتصادي والاجتماعي من التعليم، بالإضافة إلى غياب البرامج والسياسات
التي تساعد على الحلول . ولعل الباحث من خلال الصفحات الماضية أستطاع إيصال الفكرة
حول المصالح والمفاسـد الناجمة عن عمل الأطفال وما يترتب على تلك المفاسد من آثار
مقلقة للمجتمع الدولي.
علاج الظاهرة عمليا واللجوء الى خطط بديلة
العلاج
عبارة عن رد فعل أو استجابة نشطة مخطط لها و ذات هدف معين نحو فرد معين صاحب
المشكلة ، فالمعالجة في الحقيقة لا تزيد عن كونها عملية إعادة تأهيل للطفل و
متابعة صحيحة لمشكلاته بكافة جوانبها و مهما كانت أسبابوالعلاج
الأمثل في هذه الحالة هو استغلال طاقتهم في الاستثمار الرياضى طويل المدى
أولاً :
وضع حد للفقر
يستحيل
وضع حد لعمالة الطفل قبل القضاء على الفقر و ليس هناك شك في أن القطاعات الأشد
فقراً و المحرومة هي المصدر الرئيسي للأغلبية الساحقة من الأطفال العاملين و هذا
ما يقود إلى الاستنتاج الذي ينص على أن الفصل بين الفقر و عمالة الطفل أمر غبر
ممكن و سواء كان الشخص المستفيد من عمالة الطفل الوالدين أو أي صاحب عمل فإنهم
يتغاضون عن عنصر الاستغلال رغم أنهم يرون أن عمالة الطفل و الفقر متلازمان .
لذلك يجب تقليص مساحة الفقر ، فالحد من الفقر
عبر النمو الاقتصادي الرياضى ، و خلق فرص
عمل من خلال اكتشاف الموهب من الصغر ، و تغيير ملامح الاقتصاد العالمي من خلال
الاستثمار في الأطفال وتأهيلهم رياضيا وفكريا ، و التوجيه الأفضل للممتلكات الخاصة
بمراكز الشباب من شانها أن تقلل من مساحة الفقر و بالتالي تقليص عمالة الطفل للحد
الأدنى من خلال توجيهم للرياضة والاحتراف فيها بما يغير من مستوى الدخل للاسر الفقيرة
ثانياً :
تفعيل القرارات المتخذة في المؤتمرات الاقليمية
قد
اتفق وزراء العمل لدول حركة عدم الانحياز المجتمعين في نيودلهي على أن استغلال
الطفل و حيثما جرت ممارسته إنما يشكل انتهاكا للمثل الأخلاقية
بينما تشجيع الأطفال على ممارسة رياضة يعتبر امر مشروع وقانونى يمكن من خلاله
تفعيل قرار لجذب الفقراء لاستثمار في الأبناء من خلال ممارسة الرياضة
ثالثاً :
تفعيل دور المؤسسات الأهلية والرياضية والتعليمية
فقد
أنيط بها استكشاف السبل لأبعاد مشاكل الأطفال عند ظروف العمل الخطرة و توفير
البدائل لهم .
و ستنجح هذه المؤسسات في ذلك لأنها أكثر قربا للطفل من غيرها و أكثر قدرة على
الوصول إليهم و أكثر فاعلية في التأثير على سلوكهم بالوسائل غير الرسمية من خلال
تشجيع الاهل على أهمية الرياضة وانشاء مراكز رياضية قريبة من البيئة المحيطة او استغلال الأبنية التعليمة
مثل المدارس والمعاهد والجامعات .
رابعاً :
تضافر جميع الجهات المعنية
الطريق
الوحيد لإحراز تقدم على طريق إنهاء عمالة الطفل تنحصر في قيام المستهلكين و
الحكومات بممارسة ضغوط عبر فرض عقوبات و إجراءات المقاطعة .
و من
هذا الجانب يجب على الجميع التعاون و التكاتف من أجل القضاء على هذا الوباء الذي
يلحق بالطفل و يؤثر على بناء المجتمع . من خلال نشر فكر الرياضة للجميع بواسطة المدارس
ومراكز الشباب والنوادي وشركات التسويق الرياضى وبعض المستثمرين ورجال الاعمال
لاكتشاف المواهب الصغيرة
خامساً :
المحاولة الجادة للقضاء على الجهل
إن
بناء القدرة المعرفية للطفل و إثراء عقله بالمعارف الحديثة من شأنها أن تقي الطفل
من الاستغلال الذي يتعرض له كما أنه مفتاح المستقبل الذي أصبح يرتكز على المعلومات
و المعارف لنشر الوعي لدى الأسرة و المجتمع معا و لبيان أهمية الطفولة و ضرورة
الاهتمام بقضاياها و بيان احتياجاتها و مشاكلها . و لا يخفى على أحد ما للإعلام من
تأثير على الرأي العام فلزام علينا استثمار هذا التأثير من القضاء أو تقليص مساحة
عمالة الطفل واستبدلها بفكر رياضى متحضر واستخدام النجوم لترويج الفكرة مثل النجم
محمد صلاح
.